في كانون الثاني/يناير من هذا العام، ضجّت المنصات الأخبارية في الشمال المحرر على إثر حادثة مروعة، إذ أقدم شاب ثلاثيني يسكن على قتل شقيقه وزوجته وأطفاله الخمسة، ليتبيّن فيما بعد أن للأمر علاقة بمخدر منتشر حالياً في الشمال يحمل أسماء منها: “إتش بوز” و”الآيس” و”الثلج”، وجميعها إشارة إلى الميثامفيتامين، أو كما يُعرف ب”الميث الكريستالي”.

الكريستال ميث مادة منشطة شديدة التأثير على جميع أجهزة الجسم، إذ يتسبّب فى حالة من الهلوسة ممزوجة بالنشوة، ويحتل المرتبة الأولى بين المخدرات فى العالم العربى؛ فقد استحوذ على نسبة كبيرة من عقول الشباب.

“الميثا أمفيتامين” هى المادة الخام التى ينتج منها مخدر “الكريستال ميث”، والتى تعدّ من أخطر أنواع المنشّطات تأثيراً على الجهاز العصبى، ويكفى تعاطيها مرة أو مرتين لإدمانها، ويؤثر فى مستويات الدوبامين فى المخ (مادة كيميائية يفرزها المخ لتحمل الرسائل الكيميائية بين خلاياه)، وقد يؤدى التعاطى لفترات طويلة إلى الإصابة بالذهان والتلف الدماغي ونطاق من المشكلات النفسية الأخرى، والتى تشمل مرض الشلل الرعاش.

كما يتعرض مدمنوه لخطر الإصابة بالغيبوبة والجلطات، ويؤدى تعاطى المرأة الحامل إلى إصابة الجنين بضرر شديد يتمثّل بالولادة المبكّرة وتشوّهات الأجنّة، ويتعرّض المتعاطون بالحقن أيضاً لخطر الإصابة بفيروس الإيدز.

كما تبدو على المتعاطي علامات التقدم في السنّ بسرعة: الجلد يصبح باهتاً، القروح والبثور منتشرة على الوجه وفي الجسم ويصعب التئامها، مع جفاف مستمر في الفم، وأسنان متسخة أو مكسورة أو متعفّنة.

غير أن الأخطر في ذلك كله أنّ المدمن يُصاب بجنون الارتياب أو البارانويا، إذ يقتنع الشخص بأفكار وهمية غير عقلانية تتعلق بشعوره بالاضطهاد، أو الإيمان بالمؤامرات المتعلقة بتهديد محتمل تجاهه (أفكار مثل: أحدهم يريد قتلي)، ويصاحب ذلك هلاوس سمعية وبصرية وحسية. لذلك يرتبط الميثامفيتامين -بشكل أساسي- بالإجرام والتدهور الاجتماعي، وهو -من ثَمّ- يمثل معضلة صحية واجتماعية وسياسية في كل دولة يضربها.

وفي حربه الشاملة على الشعب السوري، حاول ويحاول النظام المجرم مراراً وتكراراً إغراق الشمال المحرر بهذه المادة بأسعار رخيصة مقارنة بأسعارها العالمية، وذلك بغيةَ تدمير النسيج الاجتماعي والأسري في المحرر، ونشر الفساد الخلقي وتفشّي الجريمة؛ ما يكون أخطر معاول هدم الثورة السورية العظيمة، ما يحتّم تسافر الجهود الشعبية والرسمية لمواجهته والقضاء عليه.

شاركها

مؤسسة إنسانية تعمل على وقاية وحماية المجتمع المحلي في شمال سوريا والشباب السوري من المواد المخدرة التي تمس بكرامة المجتمع وأفراده وتأهيل المجتمع لتمكين سبل الوقاية من المخدرات

آخر المقالات